کد مطلب:90539 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:154

خطبة له علیه السلام (52)-فی بعض أیام صفّین















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمینَ، فیمَا الْنَخَعُ وَ الْخَنَعُ؟.

یَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ؟. بِمَا تَعْجَبُونَ؟.

هَلْ هِیَ إِلاَّ أَشْخَاصٌ مَائِلَةٌ، [ وَ ] جُثَثٌ مَاثِلَةٌ، فیهَا قُلُوبٌ طَائِرَةٌ، مُزَخْرَفَةٌ بِتَمْویهِ الْخَاسِرینَ،

وَ رِجْلُ جَرَادٍ زَفَتْ بِهِ ریحُ صَبَا، وَ لَفیفٌ سُدَاهُ الشَّیْطَانُ وَ لُحْمَتُهُ الضَّلاَلَةُ، وَ صَرَخَ بِهِمْ نَاعِقُ الْبِدْعَةِ،

وَ فیهِمْ خَوَرُ الْبَاطِلِ، وَ ضَحْضَةُ الْمُكَاثِرِ.

فَلَوْ قَدْ مَسَّهَا قُلُوبُ أَهْلِ الْحَقِّ لَرَأَیْتُمُوهَا كَجَرَادٍ بِقیعَةٍ، سَفَتْهُ الرّیحُ فی یَوْمٍ عَاصِفٍ، وَ لَوْ قَدِمَتْهَا سُیُوفُ أَهْلِ الْحَقِّ لَتَهَافَتَتْ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِی النَّارِ.

أَلاَ فَ[1] اسْتَشْعِرُوا الْخَشْیَةَ، وَ تَجَلْبَبُوا السَّكینَةَ، وَ ادَّرِعُوا الصَّبْرَ، وَ أَمیتُوا الأَصْوَاتَ[2]،

وَ عَضُّوا عَلَی النَّوَاجِذِ، فَإِنَّهُ اَنْبی لِلسُّیُوفِ عَنِ الْهَامِ، وَ أَكْمِلُوا اللاَّمَةَ، وَ قَلْقِلُوا[3] السُّیُوفَ فی أَغْمَادِهَا قَبْلَ سَلِّهَا، وَ الْحَظُوا الْخَزَرَ، وَ اطْعَنُوا الشَزَرَ.

[صفحه 466]

وَ نَافِحُوا[4] عَنْ دینِكُمْ[5] بِالظُّبَا، وَ صِلُوا السُّیُوفَ بِالْخُطَا، وَ الرِّمَاحَ بِالنِّبَالِ[6]، وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ بِعَیْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[7]، وَ مَعَ ابْنِ عَمِّ[8] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

وَ انْتَصِرُوا بِاللَّهِ تَظْفَرُوا وَ تُنْصَرُوا[9].

وَ اللَّهُ مُسْتَأْدیكُمْ شُكْرَهُ، وَ مُوَرِّثُكُمْ أَمْرَهُ، وَ مُمْهِلُكُمْ فی مِضْمَارٍ مَحْدُودٍ[10] لِتَتَنَازَعُوا سَبَقَهُ،

فَشُدُّوا عُقَدَ الْمَآزِرِ، وَ اطْوُوا فُضُولَ الْخَوَاصِرِ.

لاَ تَجْتَمِعُ عَزیمَةٌ وَ وَلیمَةٌ.

مَا أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْیَوْم، وَ أَمْحَی الظُّلَمَ لِتَذَاكیرِ الْهِمَمِ.

فَعَاوِدُوا الْكَرَّ، وَ اسْتَحْیُوا مِنَ الْفَرِّ، فَإِنَّهُ عَارٌ فِی الأَعْقَابِ، وَ نَارٌ یَوْمَ الْحِسَابِ، وَ طیبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ نَفْساً، وَ اطْوُوا عَنِ الْحَیَاةِ كَشْحاً[11]، وَ امْشُوا إِلَی الْمَوْتِ مَشْیاً سَجْحاً[12].

وَ عَلَیْكُمْ[13] بِهذَا السَّوَادِ الأَعْظَمِ، وَ السُّرَادِقِ الأَدْلَمِ[14]، وَ الرِّوَاقِ الْمُطَنَّبِ، فَاضْرِبُوا ثَبَجَهُ،

[صفحه 467]

فَإِنَّ الشَّیْطَانَ كَامِنٌ فی كِسْرِهِ، رَاكِبٌ صَعیدَیْهِ، نَافِشٌ حِضْنَیْهِ، وَ مُفْتَرِشٌ ذِرَاعَیْهِ[15]، قَدْ قَدَّمَ لِلْوَثْبَةِ یَداً، وَ أَخَّرَ لِلنُّكُوصِ رِجْلاَ[16].

فَصَمْداً صَمْداً حَتَّی یَنْجَلِیَ لَكُمْ عَمُودُ الْحَقِّ، [ وَ ] یَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ[17]، وَ أَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ، وَ اللَّهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ یَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ[18].

و أنشأ علیه السلام یقول:


إِذَا الْمُشْكِلاَتُ تَصَدَّیْنَ لی
كَشَفْتُ غَوَامِضَهَا بِالنَّظَر


وَ إِنْ بَرَقَتْ فی مَخیلِ الظُّنُون
عَمْیَاءَ لاَ یَجْتَلیهَا الْفِكَر


مُقَنَّعَةً بِغُیُوبِ الأُمُورِ
وَضَعْتُ عَلَیْهَا حُسَامَ الْعِبَر


مَعی أَصْمَعٌ كَضُبَی الْمُرْهِقَاتِ
أَفْری بِهِ عَنْ بَنَاتِ السِّتَر


لِسَانٌ كَشِقْشِقَةِ الأَرْحَبِیِّ
أَوْ كَالْحُسَامِ الْیَمَانِی الذَّكَر


وَ لَكِنَّنی مُدْرِهُ الأَصْغَرَیْنِ
أَقیسُ بِمَا قَدْ مَضی مِنْ غَبَر


وَ لَسْتُ بِإِمَّعَةٍ فِی الرِّجَالِ أُسَا
ئِلُ هذَا وَ ذَا مَا الْخَبَر


ثم قال علیه السلام:

أَلاَ إِنَّ خِضَابَ النِّسَاءِ الحِنَّاءُ وَ خِضَابَ الرِّجَالِ الدِّمَاءُ.

أَلاَ إِنَّهَا إِحَنٌ بَدْرِیَّةٌ، وَ ضَغَائِنُ أُحُدِیَّةٌ، وَ أَحْقَادُ جَاهِلِیَّةٌ، وَثَبَ بِهَا مُعَاوِیَةُ حینَ الْغَفْلَةِ لِیَذْكُرَ بِهَا ثَارَاتِ بَنی عَبْدِ شَمْسٍ، فَ قَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَیْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ[19].

هؤُلاَءِ الْقَوْمُ هُمْ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ. قَاتِلُوهُمْ یُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَیْدیكُمْ وَ یُخْزِهِمْ وَ یَنْصُرْكُمْ عَلَیْهِمْ وَ یَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنینَ[20].

أَلاَ فَسَوُّوا بَیْنَ الرُّكَبِ، وَ عَضُّوا عَلَی النَّوَاجِذِ، وَ اضْرِبُوا الْقَوَانِصَ[21] بِالصَّوَارِمِ، وَ أَشْرِعُوا

[صفحه 468]

الرِّمَاحَ فِی الْجَوَانِحِ.

هَا أَنَا شَادٌّ فَشُدُّوا. بِسْمِ اللَّهِ. حم. لاَ یُنْصَرُونَ[22].


صفحه 466، 467، 468.








    1. ورد فی عیون الأخبار ج 2 ص 110. و مروج الذهب ج 2 ص 389. و كنز العمال ج 11 ص 346. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 480 و 481. و منهاج البراعة ج 5 ص 28. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 54 عن بشارة المصطفی للطوسی. باختلاف یسیر.
    2. ورد فی المصادر السابقة. و منهاج البراعة للخوئی ج 15 ص 254. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 229.
    3. أقلقوا. ورد فی مروج الذهب ج 2 ص 389. و دستور معالم الحكم ص 124. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 186 و 187. و منهاج البراعة للخوئی ج 15 ص 254. و نهج السعادة ج 2 ص 230.
    4. ضاربوا. ورد فی غرر الحكم ج 1 ص 463. و ورد كافحوا فی البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 480. و منهاج البراعة ج 5 ص 28. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 55 عن بشارة المصطفی للطوسی.
    5. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 463.
    6. ورد فی مروج الذهب ج 2 ص 389. و دستور معالم الحكم ص 124. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 186. و كنز العمال ج 11 ص 347. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 480 و 481. و منهاج البراعة ج 5 ص 28 و ج 15 ص 254. و نهج السعادة ج 2 ص 231 و ج 8 ص 351. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 55 عن بشارة المصطفی للطوسی. باختلاف یسیر.
    7. ورد فی البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 480. و منهاج البراعة ج 5 ص 28. و مصباح البلاغة ج 2 ص 294 عن بشارة المصطفی للطوسی.
    8. أخی. ورد فی المصادر السابقة. و مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 2 ص 55 عن بشارة المصطفی للطوسی.
    9. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 463.
    10. ممدود. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 228. و نسخة نصیری ص 151. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 269. و نسخة الأسترابادی ص 376. و نسخة الصالح ص 358. و نسخة العطاردی ص 256.
    11. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 481. و نهج السعادة للمحمودی ج 8 ص 352.
    12. سجحا. ورد فی نسخة العام 400 ص 61. و نسخة ابن المؤدب ص 43. و هامش نسخة نصیری ص 23. و نسخة الآملی ص 45. و نسخة الأسترابادی ص 65. و نسخة عبده ص 167. و نسخة الصالح ص 97.
    13. دونكم. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 269.
    14. ورد فی البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 480. و منهاج البراعة ج 5 ص 28. و مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 2 ص 55 عن بشارة المصطفی للطوسی.
    15. ورد فی دستور معالم الحكم ص 124. و تاریخ دمشق ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 186 و 188. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 481. و منهاج البراعة ج 5 ص 28. و نهج السعادة ج 2 ص 233، و ج 8 ص 352. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 55 عن بشارة المصطفی للطوسی. باختلاف بین المصادر.
    16. لقد قدّم للوثبة رجلا، و أخّر للنّكوص أخری. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 269. باختلاف یسیر.
    17. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 269.
    18. سورة محمد، 35.
    19. التوبة، 12.
    20. التوبة، 14.
    21. القوابض. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 8 ص 354.
    22. ورد فی الفتوح ج 3 ص 175. و خصائص الأئمة ص 76. و نثر الدرّ ج 1 ص 270. و مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 192 و 209.

      و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 426 و 480. و منهاج البراعة ج 5 ص 28. و نهج السعادة ج 8 ص 354. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 56 عن بشارة المصطفی للطوسی. باختلاف بین المصادر.